الاثنين، 28 مارس 2011

أحبتنى .. ولكن !!!

أحبتنى .. ولكن !!!
تأليف / محمد بدر الدين بسيونى

استيقظت مبكرا .. داعبت عيونى ضوء النهار الطال من شباك نافذتى .. نهضت واقفا مشدود الأعصاب .. مستحضرا بذاكرتى ما عبأته فى ساعات ليلى وأمسيت يوم جميل يحسب من ليالى العمر المعدودة .
لا استطيع بحواسى .. استعادة هذه الأحاسيس الرقيقة ولكنى اتذكرها .. والكلمات الباسمة .. لقد غمرتنى بدفء وحنان روت ظمئى حتى امتلأ وجدانى وصارت تتدفق اوردتى وشرايينى بهما .. واستحوذت على بريق عينيى ملفوف بضيائها الوهاج الذى غطى سمائى بعبق الياسمين والزهور .. وتناجونا بأعذب العشق والهيام وكل منا سبح فى فضاء اعتلى هناك فوق الكلمات واختفت الأصوات وسكن الرياح وتوقفت الأمطار .. وقام القمر بتسجيل أروع وأحلى الأنغام على أوتار النجوم التى غطت السماء .. وكانت شهادة سيادية قدرية محكمة صادقت عليها السماء ليبذغ مولود جديد بعيد عن عالم الأرض التى شابها ما صعب وصفه من مهاترات واستهزاء بقيم واخلاقيات المحبين والعاشقين .. سقطت الوعود .. عدم الإستطاعة لتلبية متطلبات الحياة المتوالية .. ضعف الإمكانيات .. غلاء الأسعار .. ترتب عليها كثرت الخيانات .. منازعات بين المحبين وأختلاف فى أولويات المتطلبات أدت للطلاق .. نحن فى زمن صعب فيه تحقيق الأمانى .. أخشى أن يفتر حبنا يوما .. لكل هذه المفارقات .. قالت لى :
لماذا انت مشغول بما يفوق فكرك .. التوازن الذى تسأل عنه وتستقيه من مواقف الحياة اصبح مرتبط بمادياتها .. وليس بروح جمال الحياة .. قلت لها :
حبيبتى منذ التقيت وأنا اتسأل اين مرساى التى استقر فيها .. تعلمى أن شواطئك لم تقترب من يختى الساكن وسط بحرك لأطفو على حافتهـا المبللة بصقيع البرودة فى صباح الشتاء .. أو الندى المتساقط فى ليالى الصيف الجميلة .. لتحتضننى فى اى فصل .. أو فى كل الفصول .. انا بعشقك مغرم .. تتوارى ليالى متتابعة وما أكثرها .. ليس فى حياتى غيرك .. عاهدينى .. لا تتكبرى ولا تتذمرى اشغلى بالك بامرى .. اصبرى وصابرى .. ستحلقين فى سمائى الخاوية .. كونى كما أنت .. سيـدتى بما تفوهت شفايفك بكلماتك الهامسة التى دوت فى اذنى أحلى الأنغام .. تفوقتى فيها على أنغام أوتار قلبى .. فجأة توقفت كلماتى عندما وقعت عينى فى عينيها .. قالت لى :
اكمل ما أشغلك عنى .. قلت لها :
عندما التقت عيناك الجميلتين بعينى .. تاهت منى الألفاظ والمعانى الجميلة التى بت ليالى كثيرا أرددها فى جمال بهائك .. فقد غرقت فى محيطك .. جرفتينى .. سحبتينى بداخله وبدوامة عينيك قاربت غرقى حتى الموت .. انا لم اتصور وأنت لم تتخيلى أن نفترق مدى الدهر .. فصرختك دوت فى رأسى .. أبدا لن يكون .. فمددت يديك لتجذبينى .. فقذفتنى أمواج جفنيك حتى تعلقت بأهدابك .. فأخرجتنى على شاطئك لتضمينى فى حضنك الدافئ بذراعيك الحانية .. قالت له والدته :
الفطار جاهز .. ارتديت ملابسك .. لتتهيأ للذهاب لعملك .. الساعة قاربت الثامنة ..
أثناء الفطـار .. جاء تليفون من حبيبتى .. حالمة منتشية .. احساسها الناعم ومشاعرها الفياضة .. دموعها غطت كلماتها .. لم أفهم منها .. ماذا اصابك .. قالت لى : بعد ان تركتنى ليلة البارحة .. توجهت لمنزلى ، وعندما طرقت باب شقتنا .. فتح الباب .. وجدت ضيوفاً يزرونا لأول مرة .. لم أسمع عنهم من قبل ..
أنهم جيران أختى الكبيرة .. طالبين يدى لأبنهم الدكتور ... المتخرج حديثا .. لقد شاهدونى فى بلكون أختى ومنذ هذه اللحظة ووالدته أقنعته بأنهم لم يجدوا أحسن من نسب اسرتى التى وافقت وباركت طلبهم .. أرجوك .. اتوسل اليك .. برب الكون .. لا تتركنى اسيرة ظلام دامس لا يبذغ له نهار .. ليس فى قلبى مكان لأحد غيرك ..
تمت بحمد الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق